مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣ - الصفحة ١٨٦
فقال) (1): جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثيرون، فقال: هل يعطف الغني على الفقير؟ ويتجاوز المحسن عن المسئ؟ ويتواسون؟ قلت: لا، قال عليه السلام: ليس هؤلاء الشيعة، الشيعة من يفعل هذا (2).
23 - وقال الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله ساقها إليه، فإن فعل ذلك فقد وصله بولايتنا، وهي موصلة بولاية الله عز وجل، وإن رده عن حاجته وهو يقدر عليها، فقد ظلم نفسه وأساء إليها (3).
24 - قال رجل من أهل الري: ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد، (4) وكان علي بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي وقيل لي: إنه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه وأمت به إليه، فلا يكون كذلك، فأقع فيما لا أحب، فاجتمع رأيي على أني هربت إلى الله تعالى وحججت ولقيت مولاي الصابر (5) - يعني موسى بن جعفر عليهما السلام - فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته:
" بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى أخيه معروفا، أو نفس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سرورا، وهذا أخوك والسلام ".
قال: فعدت من الحج إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلا واستأذنت عليه،

(١) في البحار: " قال له "، والظاهر أنه الصواب.
(٢) رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ١٣٩ ح ١١، بسنده عن أبي إسماعيل، عن الباقر عليه السلام، والديلمي في أعلام الدين ص ٣٧ عن الصادق عليه السلام، والبحار ج ٧ ص ٣١٣.
(٣) رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ٢٧٣ ح ٤، والمفيد في الاختصاص ص ٢٥٠ باختلاف يسير، والبحار ج ٧٤ ص ٣١٣.
(٤) أبو علي يحيى بن خالد البرمكي، وزير هارون الرشيد ومعتمده في شؤون الدولة، وروى الكشي، عن الإمام الرضا عليه السلام أن يحيى بن خالد سم الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، في ثلاثين رطبة، ولما نكب هارون البرامكة غضب عليه، وخلده في الحبس إلى أن مات فيه، وقتل جعفرا ابنه، توفي في الثالث من محرم سنة ١٩٠ ه‍، وهو ابن سبعين سنة، أنظر " رجال الكشي ج ٢ ص ٨٦٤، وتاريخ بغداد ج ١٤ ص ١٢٨ وشذرات الذهب ج ١ ص ٣٢٧ ".
(٥) في أعلام الدين وعدة الداعي: الصادق عليه السلام، واستظهر المجلسي في البحار ما في المتن
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست