مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣ - الصفحة ١٩١
عليه السلام: يا ابن أبي فاطمة إن العبد يكون بارا بقرابته، ولم يبق من أجله إلا ثلاث سنين فيصيره الله ثلاثا وثلاثين سنة، وإن العبد ليكون عاقا بقرابته وقد بقي من أجله ثلاث وثلاثون سنة فيصيره الله ثلاث سنين، ثم تلا هذه الآية " يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده أم الكتاب " (1).
قال: قلت: جعلت فداك فإن لم يكن له قرابة؟ قال: فنظر إلي مغضبا، و رد علي شبيها بالزبر: (2) يا ابن أبي فاطمة لا يكون القرابة إلا في رحم ماسة المؤمنون بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، فللمؤمن على المؤمن أن يبره فريضة من الله، يا ابن أبي فاطمة تباروا وتواصلوا فينسئ الله في آجالكم، ويزيد في أموالكم، وتعطون العاقبة (3) في جميع أموركم، وإن (صلاتهم وصومهم وتقربهم) (4) إلى الله أفضل من صلاة غيرهم (5)، ثم تلا هذه الآية " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " (6).
35 - وقال أبو عبد الله عليه السلام لبعض أصحابه بعد كلام تقدم، إن المؤمنين من أهل ولايتنا وشيعتنا إذا اتقوا (7) لم يزل الله تعالى مطلا عليهم بوجهه حتى يتفرقوا، ولا يزال الذنوب تتساقط عنهم كما يتساقط الورق، ولا يزال يد الله على يد أشدهم حبا لصاحبه (8).
36 - حدثنا إسماعيل بن مهران، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن إسحاق بن عمار، قال: قال لي إسحاق: لما كثر مالي أجلست على بابي بوابا يرد عني فقراء الشيعة، فخرجت إلى مكة في تلك السنة فسلمت على أبي عبد الله عليه السلام

(١) الرعد ١٣: ٣٩.
(٢) الزبر بالفتح: الزجر والمنع، يقال زبره يزبره بالضم: إذا انتهره " الصحاح - زبر - ج ٢ ص ٦٦٧ ".
(٣) في البحار: العافية.
(٤) في البحار: " صلاتكم وصومكم وتقربكم ".
(٥) في البحار: غيركم.
(٦) نقله المجلسي في البحار ج ٧٤ ص ٢٧٧ ح ١٠، والآية في سورة يوسف ١٠٦.
(٧) كذا في نسخة " ش " و " د " والبحار، والظاهر أنه تصحيف صوابه " التقوا "، بدلالة سياق الحديث.
(٨) روى نحوه الكليني في الكافي ج ٢ ص ١٤٤ ح 3، والبحار ج 74 ص 280 ح 5
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست