مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣ - الصفحة ١٩٧
والحق السادس: أن يكون لك امرأة وخادم وليس لأخيك امرأة ولا خادم فتبعث خادمك فيغسل ثيابه، وتصنع له طعاما، وتمهد فراشه، فإن ذلك صلة لله تعالى، لما جعل بينك وبينه.
والحق السابع: أن تبر قسمه، وتجيب دعوته، وتشهد جنازته، وتعود مرضه، وتشخص بذلك في قضاء حوائجه، فإذا حفظت ذلك منه فقد وصلت ولايتك بولايته، وولايته بولاية الله عز وجل (1).
ولقد حدثني أبي، عن جدي، أن رجلا أتى الحسين عليه السلام لتسعينه على ما حاجتك (2) فقال له: قد فعلت بأبي أنت وأمي، فذكر أنه معتكف، فقال: أما أنه لو أعانك على حاجتك كان خيرا له من اعتكافه شهرا.
47 - وقيل لأبي عبد الله عليه السلام: لم سمي المؤمن مؤمنا؟ قال: لأنه اشتق للمؤمن [اسما] من أسمائه تعالى، فسماه مؤمنا، وإنما سمي المؤمن لأنه يؤمن [من] عذاب الله تعالى، ويؤمن على الله يوم القيامة فيجزله ذلك، وأنه (لو أكل أو) (3) شرب، أو قام أو قعد، أو نام، أو نكح، أو مر بموضع قذر حوله الله له من سبع أرضين طهرا لا يصل إليه من قذرها شئ.
وإن المؤمن ليكون يوم القيامة بالموقف مع رسول الله صلى الله عليه وآله فيمر بالمسخوط عليه المغضوب غير الناصب ولا المؤمن، وقد ارتكب الكبائر فيرى منزلة شريفة عظيمة عند الله عز وجل وقد عرف المؤمن في الدنيا وقضى له الحوائج، فيقوم (4)

(١) روي باختلاف يسير، عن المعلى بن خنيس، عن الصادق عليه السلام في الكافي ج ٢ ص ١٣٥ ح ٢، والمؤمن ص ٤٠ ح ٩٣، والخصال ص ٣٥٠ ح ٢٦، ومصادقة الإخوان ص ١٨ ح ٤، وأمالي الطوسي ج ١ ص ٩٥، وأربعين ابن زهرة ص ٦٤ ح ٢٠، وأعلام الدين ص ٧٩، ومشكاة الأنوار ص ٧٦.
(٢) كذا في نسخة " ش " و " د "، وفيه سهو وخلط، والظاهر أن الصواب ما رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ١٥٩، بسنده عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " إن رجلا أتى الحسن بن علي عليهما السلام فقال: بأبي أنت وأمي أعني على قضاء حاجة، فانتعل وقام معه فمر على الحسين صلوات الله عليه وهو قائم يصلي، فقال له: أين كنت عن أبي عبد الله تستعينه على حاجتك؟ قال: قد فعلت - بأبي أنت و أمي - فذكر أنه معتكف، فقال له: أما أنه لو أعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا ". وأخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 235 ح 113 عن الكافي، وعلق عليه ببيان مفصل، فراجع.
(3) في نسخة " ش " و " د ": " لكفى "، تصحيف، صوابه من البحار.
(4) في نسخة " ش " و " د ": " فيقول " تصحيف، صوابه من البحار
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست