مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣ - الصفحة ١٨٩
بسم الله، فإن هذا طعام كان يعجب أبا عبد الله عليه السلام، ثم أتي بحلوى، ثم قال:
كلوا فإن هذا طعام يعجبني.
ورفعت المائدة، فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها، فقال عليه السلام: مه إن ذلك يكون في المنازل تحت السقوف، فأما في مثل هذا المكان فهو لعامة الطير والبهائم، ثم أتي بالخلال فقال: من حق الخلال أن تدير لسانك في فيك، فما أجابك ابتلعته، وما امتنع فبالخلال، (1) [وأتي] بالطست والماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه، فغسل ثم غسل من على يمينه إلى آخرهم.
ثم قال: يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتساوي (2)؟ قلت: على أفضل ما كان عليه أحد، قال: أيأتي أحدكم (إلى دكان) (3) أخيه، أو منزله عند الضائقة فيستخرج كيسه ويأخذ ما يحتاج إليه فلا ينكر عليه؟ قال: لا، قال: فلستم على ما أحب في التواصل (4).
28 - وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلامه لكميل بن زياد النخعي رحمه الله: يا كميل مر أهلك أن يسعوا في المكارم، ويدلجوا (5) في حاجة من هو نائم، فوالذي نفسي بيده ما أدخل أحد على قلب مؤمن سرورا إلا خلق الله من ذلك السرور لطفا، فإذا نزلت به نائبة كان إليها أسرع من السيل في انحداره، حتى يطردها عنه، كما يطرد غريبة الإبل (6).
29 - وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها، وعتق ألف نسمة لوجه الله تعالى، وحملان ألف فرس في سبيل الله تعالى بسرجها ولجمها (7).

(1) في نسخة " ش " و " د ": " في الخلال "، وما في المتن من البحار.
(2) في البحار: " والتواسي "، وهو أنسب للسياق.
(3) في نسخة " ش " و " د ": " أركن " تصحيف، صوابه من البحار.
(4) رواه الطبرسي في مكارم الأخلاق ص 144، باختلاف يسير، والبحار ج 74 ص 231.
(5) يقال أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل، وبالتشديد إذا سار من آخره ومنهم من يجعل الادلاج لليل كله " مجمع البحرين - دلج - ج 2 ص 301 ".
(6) نهج البلاغة ص 513 ح 257، والبحار ج 74 ص 314 ذيل ح 70.
(7) رواه الصدوق في أماليه ص 196، وابن الفتال الفارسي في روضته ص 292، والطبرسي في
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست