ما نزل من القرآن في شأن فاطمة (ع) - السيد محمد علي الحلو - الصفحة ٣٦
بيان:
ضرب الله مثلا طيبا مباركا لشجرة طيبة مباركة أصلها ثابت لا تزعزعه عواصف الأهواء والمشتهيات، وذلك لأن فرعها باسق إلى السماء غير منقطع عن عطاء المدد الإلهي الذي يمدها بكل الخيرات، وهي تؤتي بركاتها كل حين من أحايين الدهر على ما فيه من صروف وتقلب، إذ ذلك لا يضرها من حيث إنها مصدر للرحمة والعطاء الإلهي غير المجذوذ.
ولا تجد شجرة بهذه الصفات الإلهية إلا شجرة الإمامة، فهي الكلمة الطيبة التي جعلها باقية في عقب إبراهيم * (وجعلها كلمة باقية في عقبه) * (1) وهي كلمة التقوى * (وألزمهم كلمة التقوى) * (2).
وهي الكلمات التي لا تنفذ * (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) *. (3) لماذا؟.
لأنها الكلمة الطيبة التي فرعها في السماء حيث لا ينفد عطاء الله عنها، وهي باقية لا يمسها تغير ولا تحول مهما كانت صروف الدهر من ظلم الظالمين وإبعادهم عن حقوقهم المهضومة (عليهم السلام)، إذ * (لا تبديل لكلمات الله) * (4) فإن الله تعالى سيمحق الباطل بهدايتهم أينما كانوا وكيف كانوا

(٣٦)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست