لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٨٣
وحاصل ما أفاده: أن الإرادة تصدر عن النفس بلا توسط شئ آخر، فإنها فاعلة بالتجلي الذي يكون تصور الفاعل كافيا في الإيجاد والإبداع ولا يتخلف عنه، هذا من جانب، ومن جانب آخر أن النفس من الفواعل الإلهية وكل فاعل إلهي يجد كمالات فعله في مقام الذات فإذا كان الاختيار والانتخاب موجودا في مقام الفعل فهو موجود في مرتبة الذات على نحو الإجمال والبساطة لنفس القاعدة، فيكون معنى ذلك أن النفس واجدة في مقام ذاتها وحاق وجودها كمالات فعلها، أعني: العلم والاختيار والإرادة، بنحو أتم وأشرف، فإن وجود هذه الثلاثة في أقسام الفعل أمر بديهي فلا بد أن تكون موجودة في مقام الذات، لما أشرنا إليه من القاعدة.
وعلى ضوء ذلك فالنفس مختارة بالذات وفي ظل هذا الاختيار تصدر الإرادة منها، فيكون الإنسان في إرادته مختارا في ظل الاختيار الذاتي للنفس.
هذا إجمال ما أفاده (دام ظله) وإليك تفصيله:
1. إن الأفعال الصادرة عن النفس تنقسم إلى: تكويني ونفسي، وإن شئت قلت: إلى تسبيبي ومباشري، فالأول منهما ما يصدر عنها لا بآلة، كالخياطة والكتابة وإحداث البناء إلى غير
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»