أن عدمه رهن فقدان واحد منها وإن وجدت سائر الأجزاء، ففقدان كل جزء مع وجود سائر الأجزاء يفتح الطريق أمام طروء العدم إلى المعلول فلا يوجد إلا بسد جميع الأعدام الخمسة الطارئة على الشئ، وهذا ما يقال: " الشئ ما لم يجب لم يوجد ".
إذا عرفت ذلك فنقول: إن استقلال الشئ في الفاعلية والإيجاد إنما يصح إذا كان سد جميع أبواب العدم الطارئة على المعلول، مستندا إلى نفس الشئ وإلا فلا يستقل ذلك الشئ في التأثير، وليس المقام من هذا القبيل لأنه لا يستند سد جميع أبواب العدم إلى الفاعل وذلك لأن منها انعدام المعلول بانعدام الفاعل وسد طروء هذا العدم على المعلول مستند إلى الله سبحانه لأنه قائم به، فهو محتاج إليه حدوثا وبقاء، ومع عدم استناد بعض أجزاء العلة إلى نفسها كيف يكون في مقام التأثير مستقلا؟
والحاصل: أنه لو قلنا باستقلاله في الإيجاد، فلازمه أن يكون مستقلا في الوجود وهو عين انقلاب الممكن إلى الواجب.
وربما يتصور أن الفاعل بعد الوجود مستغن عن الله سبحانه فيكون مستقلا في الفعل، تشبيها له سبحانه بالبناء وفعله، فكما