مناهج الاختيار لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين كان الرأي السائد على المناهج الكلامية منذ أطل المفكرون من المسلمين بنظرهم على هذه المسألة، أنه لا مناص من اختيار أحد الرأيين، وأنه لا طريق ثالث بينهما لسالك طريق المعرفة، وبذلك ضل القائلون إما في متاه الجبر، أو وقعوا في حبال الشرك.
غير أن أهل البيت (عليهم السلام) - أحد الثقلين - وقفوا في وجه القائلين بالجبر، كما وقفوا في وجه القائلين بالتفويض. وقالوا:
إن موقف الإنسان بالنسبة إلى الله، غير موقف الجبر المشوه لسمعة المذهب، وغير التفويض، الملحق للإنسان بمتاه الشرك، بل الموقف واقع بين الأمرين، وليست صيانة التوحيد منوطا بالقول بالجبر، ولا صيانة عدله وقسطه، منحصرا بالقول