لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٣٩
1. الإمكان في الوجود غيره في الماهية إذا وقع الإمكان وصفا للماهية يكون معناه، تساوي نسبة الوجود والعدم إليها، فهي في عالم الاعتبار تقع في وسط الدائرة، وتكون نسبة الوجود والعدم إليها سواسية. ولكنه إذا وصف به الوجود يمتنع تفسيره بهذا المعنى، لأن نسبة الوجود إلى الوجود - المفروض - بالضرورة فلا محالة، يرجع معنى الإمكان، إلى الفقر الذاتي والقيام به سبحانه.
وليس المراد من فقره، عروض الفقر عليه بعد ما لم يكن كذلك، أو عروض القيام به بعد ما لم يكن قائما، إذ معنى ذلك انقلاب الواجب إلى الممكن، بل المقصود، كونه فقيرا بالذات وقائما بالغير، وما هذا شأنه يبقى على ما كان عليه، وإلا يلزم انقلاب الممكن واجبا.
وبالجملة: الوجود على قسمين: غني، وفقير، مستقل، وقائم بالغير، وجود قائم بنفسه، ومتدل بالغير، وكيف كان فلا ينقلب عما هو عليه.
إن الصادر منه سبحانه، هو الوجود، لا الماهية، ولا الماهية المنصبغة بها، وإنما الانصباغ لازم كونه واقعا في مرتبة خاصة،
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»