لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٢٥
المجموع هيئة خاصة وليس لهما فيها أيضا صنع.
تمثيلان لإيضاح الحقيقة الحق أن قياس المعقول بالمحسوس الذي ارتكبه المفوضة قياس غير تام، ولو أراد المحقق ارتكاب هذا القياس فعليه أن يتمسك بالمثالين التاليين.
الأول: إن مثل الموجودات الإمكانية بالنسبة إلى الواجب، كمثل المصباح الكهربائي المضئ، فالحس الخاطئ يزعم أن الضوء المنبعث من هذا المصباح هو استمرار للضوء الأول، ويتصور أن المصباح إنما يحتاج إلى المولد الكهربائي في حدوث الضوء، دون استمراره.
والحال أن المصباح فاقد للإضاءة في مقام الذات محتاج في حصولها إلى ذلك المولد في كل لحظة، لأن الضوء المتلألئ من المصباح إنما هو استضاءة بعد استضاءة، واستنارة بعد استنارة من المولد الكهربائي.
أفلا ينطفئ المصباح إذا انقطع الاتصال بينه وبين المولد؟
فالعالم يشبه هذا المصباح الكهربائي تماما، فهو لكونه فاقدا للوجود بالذات يحتاج إلى العلة في حدوثه وبقائه، لأنه يأخذ
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»