ملاك كون العمل مشروعا لا بدعة:
ولكن الذي يجب أن نلفت إليه نظر القارئ الكريم هو أن العنصر الذي يوجب خروج العمل عن كونه بدعيا هو دعم الشرع له، وتصريحه بأنه من الدين، وهذا الدعم يكون على نوعين:
الأول: أن يقع النص عليه في القرآن والسنة بشخصه، وحدوده وتفاصيله وجزئياته. كالاحتفال بعيدي الفطر والأضحى، والاجتماع في عرفة ومنى، ولا شك أن هذا الاحتفال والاجتماع قد أمر به الشرع فخرج عن كونه بدعة.
الثاني: أن يقع النص عليه على الوجه الكلي، ويترك انتخاب أساليبه وأشكاله وألوانه إلى الظروف والمقتضيات.
وإليك بعض الأمثلة في هذا المجال:
1 - لقد ندب الشارع المقدس إلى تعليم الأولاد ومكافحة الأمية ولا شك أن لهذا الأمر الكلي أشكالا وألوانا حسب تبدل الحضارات وتكاملها، وقد كان التعليم والكتابة في الظروف السابقة تتحقق بالكتابة بالقصب والحبر، وجلوس المتعلم على الأرض في الكتاتيب، إلا أن ذلك تطور الآن إلى حالة جديدة تستخدم فيها الأجهزة المتطورة حيث أصبح الناس يتعلمون عن طريق الإذاعة والتلفزيون والكومبيوتر والأشرطة وإلى غيرها من وسائل التعليم الحديثة.