طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩٨
مرتبطة بالآيات السابقة، بل هي مرتبطة بآية التطهير.
والمعنى: أن يذكرن - أم سلمة وعائشة وصفية وزينب - أن آية التطهير نزلت في بيوتهن، ويذكرن غيرهن بها وبأصحابها.
ثم خاطب الله النساء والرجال بشكل عام ليحدد لهم الأجر والثواب فقال: * (إن المسلمين والمسلمات و... أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) *.
ويتبين من ذلك أن نساء النبي كن بالخيار بين اتباع الحق والباطل واختيار طريق السعادة، على حسب توجهاتهن وميلهن، سواء في حياة النبي أم بعد وفاته.
أما أهل البيت (عليهم السلام) فلم يكونوا بالخيار في ذلك (1)، بل الله - لعلمه بحالهم وحكمته في خلقه - طهرهم من الرجس وأذهب عن قلوبهم الرين.
وهذا إن دل على شئ فإنه يدل على أن النساء لا يصح أن يكن قدوة لغيرهن كمثل أعلى، على العكس من أهل البيت (عليهم السلام).

1 - وهذا لا يعني إجبارهم على العصمة، بل المراد أن الله لعلمه بسرائر الآل وأنهم لا يخالفون الله طرفة عين أبدا، ولا يريدون إلا ما أراد، طهرهم من الرجس، كما تقدم تفصيله في الكتاب الأول والثاني - الولاية التكوينية وعلم آل محمد (ص).
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»