طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٧
اختصاص أهل البيت بأصحاب الكساء (عليهم السلام) مفاد الآية تطهير الآل * الوجه الرابع:
أن مفاد الآية هو تطهير أهل البيت سواء كان بنحو الإخبار كما هو الصحيح، أو بنحو الانشاء، ولو بدعاء النبي لهم، ودعاؤه مستجاب.
والطهارة كما يأتي، إما مادية وإما معنوية، ولا ثالث، حيث إن ظاهر الآية المباركة نفي مطلق الرجس المعنوي والمادي، وإثبات الطهارة كذلك.
وكلاهما مفقود في الأزواج.
أما الطهارة المادية، فلم يدع أحد طهارة نساء النبي (صلى الله عليه وآله) من النجاسات المادية، فكن يرين الحمرة بأنواعها، وهو كاف لنفي مطلق الطهارة.
والمعنوية كذلك، فإنهن - لا أقل - كن يتلبسن بالجنابة، هذا إضافة إلى اتصاف بعض نساء النبي بكثير من الأخطاء والاشتباهات والأفعال المنافية للمروءة والأخلاق.
وقولنا بعض نساء النبي (صلى الله عليه وآله)، لكفاية خروجهن من مفاد الآية باتصاف واحدة منهن بذلك.
وعليه، فلتصديق مفاد الإرادة الإلهية لا بد من إثبات أن أهل البيت المذكورين في الآية مطهرون بالطهارة المطلقة.
* أخرج الحكيم الترمذي وابن الأخضر الجنابذي في المعالم، والطبراني والفسوي وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن الله تعالى قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما - إلى أن يقول - ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله تعالى: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»