شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٨٤
قال: فأطرقت. قال يا إسحاق له معنى في كتاب الله بين قلت: وما هو يا أمير المؤمنين. قال: قوله عز وجل حكاية عن موسى أنه قال لأخيه هارون (اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) قلت: يا أمير المؤمنين أن موسى خلف هارون - عليهما السلام - في قومه وهو حي ومضى إلى ربه وأن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خلف عليا - صلى الله عليهما وآلهما - لذلك حين خرج إلى غزواته.
قال: كلا ليس كما قلت. أخبرني عن موسى حين خلف هارون - عليهما السلام - هل كان معه حين ذهب إلى ربه أحد من أصحابه أو أحد من بني إسرائيل؟
قلت: لا. قال أوليس استخلفه على جماعتهم؟ قلت: نعم. قال: أخبرني عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين خرج إلى غزواته هل خلف إلا الضعفاء والنساء والصبيان، فإني يكون مثل ذلك وله عندي تأويل آخر في كتاب الله العزيز يدل على استخلافه إياه لا يقدر أحد أن يحتج فيه ولا أعلم أحدا احتج به وأرجو أن يكون توفيقا من الله تبارك وتعالى. قلت:
وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال قوله عز وجل حين حكى عن موسى - عليه السلام - قوله: (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا).
وأنت مني يا علي بمنزلة هارون من موسى وزيري من أهلي وأخي شد الله به أزري وأشركه في أمري كي نسبح الله كثيرا.
فهل يقدر أحد أن يدخل في هذا شئ غير هذا ولم يكن ليبطل قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن يكون لا معنى له.
قال فطال المجلس وارتفع النهار فقال يحيى ابن أكثم القاضي يا أمير المؤمنين قد أوضحت الحق لمن أراد الله به الخير، وأثبت ما لا
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»