أبو ذر (رضي الله عنه) وقال: هل رأيت ربك؟ فقال: نوره، إني أراه؟ وفي رواية أخرى: رأيت نورا ومعناهما معا رأيت نورا منعني من رؤيته، لا أنه تعالى نور، وأنه لذلك لا يرى، وهذا يتلاقى ويتفق مع قوله حجابه نور ولذلك جعلنا أحاديث النور شاهدا واحدا في موضوعنا، وهي تدل على عدم رؤية ذات الله عز وجل وامتناعها (1).
السادس: إن القائلين بالرؤية على فرقتين: فرقة تعتمد على الأدلة العقلية دون السمعية، وفرقة أخرى على العكس.
فمن الأولى سيف الدين الآمدي (155 - 316) يقول: لسنا نعتمد في هذه المسألة على غير المسلك العقلي، إذ ما سواه لا يخرج عن الظواهر السمعية، وهي مما يتقاصر عن إفادة القطع واليقين، فلا يذكر إلا على سبيل التقريب (2).
ومن الثانية، الرازي في غير واحد من كتبه فقال: إن العمدة في جواز الرؤية ووقوعها هو السمع، وعليه الشهرستاني في نهاية الأقدام (3).
والحق أن من حاول إثبات الرؤية بالدليل العقلي فقد حرم عن نيل مرامه، فإن الأدلة العقلية التي أقامتها الأشاعرة في غاية الوهن، فإنهم استدلوا على الجواز بوجهين: أحدهما يرجع إلى الجانب السلبي وأنه لا _