رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٢٩
السابع: إن المنكرين للرؤية يفسرون قوله سبحانه: (إلى ربها ناظرة) بالانتظار، وكلامهم حق في الجملة، لكن أغلب من يذكر هذا التفسير لا يفرق بين المعنى بالمراد الاستعمالي والمعنى بالمراد الجدي.
وقد عرفت أن المعنى بالمراد الاستعمالي غير المعنى بالمراد الجدي، فقد أريد من الجملة حسب الاستعمال الرؤية وأريد منها الانتظار جدا، فمثلا تقول: إني أنظر إلى الله ثم إليك، فالمعنى الابتدائي هو الرؤية، ولكن المعنى الجدي هو الانتظار.
وهناك خلط آخر في كلامهم، حيث لا يفرقون بين النظر المستعمل المتعدي ب‍ إلى والمتعدي بنفسه، فلذلك يستدلون على أن الناظر في الآية بمعنى الانتظار بقوله تعالى: (ما ينظرون إلا صيحة واحدة) (يس / 49) وقوله: (هل ينظرون إلا تأويله) (الأعراف / 53) وقوله: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) (البقرة / 210) مع أن الاستشهاد في غير محله، لأن كون اللفظة بمعنى الانتظار فيما إذا تعدت بنفسها غير منكر، وإنما البحث فيما إذا كانت متعدية ب‍ إلى، فعلى ذلك يجب التركيز في إثبات كونها بمعنى الانتظار على الآيات والأشعار التي استعملت وتعدت ب‍ إلى وأريد بها الانتظار.
* * * الثامن: يقع بعض السطحيين في تفسير المقطع الأول من آيات سورة النجم (1 - 18) في خطأين: خطأ في إثبات الجهة لله سبحانه، وخطأ في إثبات الرؤية للنبي، وإليك الآيات، ثم الإشارة إلى
(١٢٩)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، سورة النجم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 » »»