رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٣١
ومن تلك الآيات هو جبرئيل الذي هو شديد القوى، وأين الآية من الدلالة على رؤية النبي ربه.
ومن التفسير الخاطئ جعل المرئي في قوله: (ما رأى) هو الرب، ومن حسن الحظ أن السنة أيضا تفسر الآية برؤية جبرئيل.
عن مسروق قال: كنت متكئا عند عائشة فقالت: يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدا (ص) رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجليني! ألم يقل الله عز وجل: (ولقد رآه بالأفق المبين) و (ولقد رآه نزلة أخرى)؟ فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله (ص) فقال: إنما هو جبرئيل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض، فقالت: أو لم تسمع أن الله يقول: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)؟ أو لم تسمع أن الله يقول: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم)؟ قالت: ومن زعم أن رسول الله (ص) كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله يقول: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) قالت: ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله يقول:
(قل لا
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 » »»