دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٠١
المبحث الثاني المذهب الطبيعي وحاصل المذهب الطبيعي هذا، هو دعوى أن الكون يرجع في أساسه، إلى ذاته فحسب. ولسنا بحاجة إلى افتراض مصدر خارجي، أو قوة علوية، لإضفاء الوجود أو المعقولية عليه. أي أن الكون يقف على أرجله، غير معلق بأربطة حذاء كونية، ومن ثم فإن السؤال عما يقع خارج الكون أو وراءه هو سؤال لا معنى له (1).
وموقف الطبيعيين هذا، يعني إنكارهم لضرورة وجود علة لهذا الكون، خارجة عنه، حدوثا وبقاءا، وأنه منطو على ذاته ومكتف بذاته، ومعتمد على ذاته، ومدبر لذاته (2).
كما أن هذا الموقف - خاصة إذا تمعنا الجملة الأخيرة المقوسة - يعني أن العلة الفاعلية لهذا الكون هي نفس علته المادية. أي نفس المادة الأساسية التي تتألف منها موجودات هذا الكون.
نقد المذهب الطبيعي:
ونحن، لا بد لنا من بيان فساد هذا المذهب، بالتركيز على عدم إمكان أن تكون العلة الفاعلية للكون هي نفس علته المادية. وذلك ضمن نقاط.

(1) الفلسفة أنواعها ومشكلاتها لهنترميد 90.
(2) نفس المصدر 87.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 101 102 103 104 105 106 ... » »»