أ - موقف الامامية من المشبهة لقد نزه الامامية، ذات الله سبحانه، وصفاته عن كل ما يشعر بالتجسيم والتشبيه. ومن هنا نراهم قد شنوا حربا شعواء، على أولئك المشبهة، الذين تمسكوا بظاهر بعض الآيات المتشابهة، فجعلوا لله عينين وأذنين ويدين وإرادة حادثة وغير ذلك، من الآراء التي تستلزم الجسمية والتحيز، وبالتالي الكفر.
ولعل قول الإمام علي عليه السلام، يوضح موقف الإمامية من هؤلاء واضرابهم: كذب العادلون بك، إذ شبهوك بأصنامهم، ونحلوك نحلة المخلوقين بأوهامهم، وجزؤوك تجزئة المجسمات بخواطرهم، وأشهد أن من ساواك بشئ من خلقك فقد عدل بك والعادل بك كافر بما نزلت به محكمات آياتك، ونطقت به شواهد حجج بيناتك (1). وقد بلغ موقف الأئمة عليهم السلام من هؤلاء المجسمة حدا، رأينا معه الإمام الصادق عليه السلام يأمر بمنع شخص من الدخول عليه، لأنه أخبر بأنه ممن يقول بالتجسيم.
ويقول صدر المتأهلين - من أعاظم فلاسفة الامامية بل المسلمين قاطبة - في كتابه المبدأ والمعاد ما معناه: ان واجب الوجود لا يوصف بأنه جنس، أو فصل، أو نوع. فما هو بالكلي، لأنه لا يصدق على الغير، ولا بالجزئي، لأن الغير لا يصدق عليه. وهو مستقل بذاته، متنزه عن جميع مخلوقاته، لا يشبه شيئا، ولا يشبهه شئ...
ج - موقف الامامية من الخوارج والمرجئة وقد خالف الإمامية الخوارج، فيما أجمعوا عليه من تكفير مرتكب الكبيرة. فحكموا بإيمانه.