دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ٥١
وقيل بأن الوجه في ذلك هو أنه كان حسن الكلام في نظمه ونثره.
وقد ولد بالبصرة حوالي سنة 135 هجرية.
ويقال بأنه أخذ الاعتزال عن خاله العلاف.
تتلمذ عليه في جملة من تتلمذ الجاحظ، وكان يقول عنه الأوائل يقولون في كل الف سنة رجل لا نظير له، فان كان ذلك صحيحا فهو أبو إسحاق النظام (1).
بعض آراء النظام:
أ - كان النظام (2) ككل معتزلي، يقول بالعدل، الأصل الثاني من أصول المعتزلة، ومن العدل ألا يصدر عن الله أي شر، بل مقتضى العدل ألا يصدر عنه إلا كل ما هو الأصلح للإنسان، ولذا ينفي النظام أن تكون الشرور الموجودة في العالم، مخلوقة لله.
ويقول: ان الله لا يقدر أن ينقص من نعيم أهل الجنة ذرة، لأن نعيمهم صلاح لهم.
ب - من المعروف بين كثير من الكلاميين، القول بتركيب الأجسام من أجزاء لا تتجزأ تكون محلا للاعراض، ولكن النظام (3) ذهب إلى رفض هذا القول وإنكار وجود الجزء الذي لا يتجزأ، وقال بأن الأجسام تنقسم إلى ما لا نهاية. ومن هنا، ذهب النظام إلى ارتكاب خطأ فاحش، حيث التزم

(1) المنية والأمل لابن المرتضى 30.
(2) راجع الفرق بين الفرق للبغدادي 113 وما بعدها والتبصير في الدين للأسفراييني 43 وما بعدها.
(3) الملل والنحل للشهرستاني 1 / 55 وما بعدها.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»