دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ٥٥
آنفا بينه وبين أستاذه الجبائي، انزوى عن الناس مدة خمسة عشر يوما ثم خرج إلى الجامع، وصعد المنبر وقال: معاشر الناس، إنما تغيبت عنكم هذه المدة، لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة، ولم يترجح عندي شئ على شئ، فاستهديت الله تعالى فهداني إلى اعتقاد ما أودعته في كتبي هذه وانخلعت من جميع ما كنت اعتقد كما انخلعت من ثوبي هذا. وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به ودفع الكتب التي ألفها.
وفي رواية أخرى أنه دعا الناس إلى الاجتماع في مسجد البصرة، وبعد الصلاة وقف خطيبا ثم قال: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي.
أنا علي بن إسماعيل بن إسحاق الأشعري، كنت أقول بخلق القرآن وان الله تعالى لا يرى بالأبصار وإن أفعال الشر أنا أفعلها وأنا تائب مقلع عما كنت أقول ومتصدر للرد على المعتزلة ومخرج لفضائحهم الخ.
ه‍ - أهم آراء الأشعري:
يقول الأشعري في مقام بيان معتقده: قولنا الذي به نقول، وديننا الذي به ندين، التمسك بكتاب الله، وسنة رسوله (ص)، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون ولما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته وأجزل مثوبته متبعون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال، وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين. وان الله استوى على عرشه... وان له وجها... وان له يدين..
وان له عينا. وان لله علما. ونثبت له السمع والبصر، ونقول أن كلام الله غير مخلوق، وان أعمال العباد مخلوقة الله مقدورة له، وان الله وفق المؤمنين
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»