دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ٤٥
الوعد والوعيد: ويريدون بهما أن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة استحق الثواب والعوض... وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها استحق الخلود في النار (1).
المنزلة بين المنزلتين: ويريدون به أن مرتكب الكبيرة في مرتبة وسط لا هو بمؤمن ولا هو بكافر. وبعبارة أخرى: المسلم الذي ارتكب كبيرة من الكبائر هو في منزلة وسط بين منزلتي الكفر والإيمان.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وقد ذهب المعتزلة إلى القول بوجوبهما بمقتضى العقل فقط.
هذا، وسوف نلم ببعض آراء هذه المدرسة - على نحو الإجمال - حول هذه الأقوال وغيرها، في مطاوي بحوثنا القادمة إن شاء الله.
و - طبقات المعتزلة:
والمعتزلة ككل فرقة أو نحلة، يحاولون أن يبرزوا أحقيتهم فيما يقولون ويعتقدون، بأية صورة، وبكل أسلوب.
ومن هنا نراهم، يجعلون من جملة القائلين بمقالتهم، عظام الرجال وقادة الأمة، مؤولين لكل منهم، قولا صدر عنه، أو موقفا وقفه، بما يتفق مع عقيدتهم ومذهبهم.
ولذا، نجد القاضي عبد الجبار الهمداني المعتزلي، أنه يذكر من جملة المعتزلة، عليا عليه السلام وغيره كما سنرى.

(1) الشهرستاني في الملل والنحل 1 / 45.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»