وقد شعر بعض مفكري الإسلام في تلك الحقبة، بما تنطوي عليه الأفكار التي يبثها هؤلاء المجسمة، من خطورة على العقيدة، وقداستها في العقول والقلوب، فهبوا للوقوف في وجهها، يسفهونها، ويسفهون القائلين بها، ويكتشفون بطلانها وسخفها بالحجج والبراهين.
فنشأت بذلك فرقة المعتزلة.
2 - المعتزلة أ - مبدأ ظهور المعتزلة كفرقة:
وقد ظهرت هذه الفرقة أول ما ظهرت، في البصرة، متمثلة في شخص واصل بن عطاء، حيث كان من تلاميذ الحسن البصري، ثم انفصل عنه، ليؤسس مدرسة عرفت فيما بعد، بمدرسة الاعتزال بالبصرة. في قبال مدرسة الاعتزال في بغداد، والتي أسسها بعد ذلك تلميذه بشر بن المعتمر الملقب بالهلالي والمكنى بأبي سهل.
ب - سبب تسمية المعتزلة بهذا الاسم:
وقد ذكر مؤرخو الفرق أسبابا مختلفة لتسمية المعتزلة بهذا الاسم، يمكن إرجاعها إلى اثنين:
أولهما: اعتزال واصل بن عطاء، مجلس أستاذه الحسن البصري، لمخالفته بعض آرائه الاعتقادية، وخاصة في مرتكب الكبيرة، إذا مات من غير توبة.
وقد ذكر البغدادي أن عمرو بن عبيد، كان من المؤيدين لواصل في الرأي، فاعتزل الحسن معه.