دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ٢١٣
ولا إشكال أيضا، في أن الإنسان يحتاج في مقام تحقيقه لهذه المسؤولية، وقيامه بأعبائها، من أن يخضع لأسلوب من الحياة ينحفظ معه التوازن بين شقيه المادي والمعنوي.
إذ لا شك في أن هذا المخلوق، فيما لو ترك ورغباته وشهواته وأهوائه، سوف ينحرف عن الطريق، وينقلب حيوانا يظلم الضعيف، ويستغله القوي، ولا يقيم وزنا لأية قيمة من القيم الإنسانية.
والشيء المحسوس بالنسبة لنوع الإنسان، أنه إذا ترك واللذات وحدها، والنعم وحدها، من دون صدمات أو آلام، إنه سوف يصبح مخلوقا هشا ينهار أمام أية صعوبة تعترض سبيله، أو مصيبة تلم به.
وكذا إذا ترك والآلام وحدها، والمصائب وحدها، فإنه سوف يصبح مخلوقا متداعي النفس، ضيق الصدر، يائسا من الحياة، فيذوي ويموت.
ولذا كان من الضروري أن تأتي الحياة، بشكل يتسم بالمرونة من جهة والشدة من جهة أخرى.
فيه نعم، ولكن مشوبة بشئ من الألم.
وبهذا يحصل التوازن في حياة الإنسان.
نعم، لا تخلو من آلام تكون بمنزلة المنبهات لهذا المخارق ليعتبر فلا يضل في طغيانه، ويعدل مسيرته إن انحرف بها عن الخط الذي يوصله إلى تحقيق المسؤولية التي ألقيت على عاتقه.
وهنالك كثير من الآيات القرآنية الكريمة، تشير إلى هذا المعنى الذي ذكرت.
(٢١٣)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 » »»