خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢٨٤
مبدأ وجودها بشرط التثبت من صحة هذا الوجود بالوقائع المتفقة مع العقل ومع طبيعة المبدأ.
2 - وكما أن النبوة ظاهرة دينية إلهية تميزت بخصائصها التي بها تعرف وتنازعها سواها من النبوات عير الإلهية.
كذلك الوحي الإلهي المدون في الصحف والكتب - هو الآخر - يشكل ظاهرة دينية إلهية أخرى منذ صحف إبراهيم (ع) حتى قرآن محمد (ص)، وقد عبر عنها ب (الظاهرة القرآنية).
فالصحف والكتب المنزلة من الله تعالى على أنبيائه ورسله لأنها ظاهرة، لها خصائصها الخاصة بها، ومعالمها التي تعرف بها وتمتاز بها عما سواها من الكتب غير الإلهية والأخرى المحرفة.
3 - ان المقارنة بين القرآن بغية معرفة أنه حلقة خاتمة في سلسلة ظاهرة الوحي الإلهي المدون (الظاهرة القرآنية) أو (ظاهرة الكتاب السماوي)، ينبغي أن تعتمد دراسة كتاب النبي الإسرائيلي (أرمياء)، وذلك لأن البروفسور مونتيه montet قد توصل في دراسته للوثائق الدينية في كتابه الموسوم ب (تاريخ الكتاب المقدس) إلى تجريد الكتاب المقدس من كل صفات الصحة التاريخية فيما عدا كتاب (ارمياء).
كما أن مجمع أساقفة نيقية قد ألغى كثيرا من أخبار الإنجيل مما زرع الشك حول ما تبقى منه.
أما القرآن الكريم فقد امتاز بميزة فريدة هي أنه تنقل منذ نزوله حتى الآن دون أن يتعرض لأدنى تحريف أو ريب.
وهذا ما يعطيه الصلاحية لئن يعتمد عليه في المقارنة كوثيقة تاريخية مطلقة الصحة.
وقد أنهت المقارنة مالك بن نبي إلى النتيجة التي هدف إليها من أن القرآن الكريم
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 289 290 291 292 ... » »»