ب - إقامة الدليل على أن المضاف اليه هو ما ذكراه. وهما لم يقوما بشئ من هذا، وانما أفتيا فتيا لم يذكرا دليلها.
ثم إن (الامر) في الآية الكريمة، أريد به (التصرف والقدرة)، وبه فسرت الكلمة وتفسر.
فلم يرد به القول أو الكلام.
وقرينة السياق تدل على ذلك.
فالمعنى:
له الامر حين غلبوا وحين يغلبون، ليس شئ منهما الا بقضائه كما يقول البيضاوي (1).
وهنا نقول أيضا لا يتم الاستدلال ويصح الا إذا ثبت بالدليل القاطع أن المراد بالامر القول والكلام.
ولا أقل من احتمال أن المضاف اليه ما ذكرنا، وأن الأمر هنا بمعنى القدرة.
ومتى تطرق الاحتمال بطل الاستدلال.
4 - قوله تعالى (ألا له الخلق والأمر) هو من الآية الكريمة (ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
وسياق الآية الكريمة يدل على أن قوله (والأمر) مراد به نفس المراد من قوله (بأمره).
ومعنى (بأمره) كما تدل عليه قرينته السياقية (التصريف والتدبير)، أي أن الشمس والقمر والنجوم مسخرات بتصريفه وتدبيره.
يقول الشيخ الجمل: قوله: ألا له الخلق والأمر... الخلق بمعنى المخلوقات، (1) تفسير البيضاوي 531 (مواهب الجليل من تفسير البيضاوي).