حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٧٦
- كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: " أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيته ".
هذه هي أولى مراحل المشروع الجديد.
قال: - وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق: " أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة ".
وهذه ثاني مراحل المشروع.. فمن كانت هذه حاله فلو حدث بحديث فحديثه مردود، فكيف تؤخذ أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ممن لا تقبل شهادته؟!
وهكذا فعلا ردت أحاديث أهل هذه الطائفة، وكذبوا، فلما جاء أهل الجرح والتعديل في فترة لاحقة، وقد بلغهم عنهم التكذيب، جعلوهم في عداد الضعفاء والكذابين والمتروكين، وعللوا ذلك بأنهم كانوا يتشيعون!
قال: - وكتب إلى عماله: " أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل بيته والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته ".
قال: ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما يبعثه إليهم معاوية ويفيضه عليهم، وكثر ذلك في كل مصر، فلبثوا في ذلك حينا..
قال: ثم كتب إلى عماله: " إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين. ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضائله ".
قال: " فقرئت كتبه على الناس، فرويت أخبار كثيرة في مناقب
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»