حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٣٠
وغيرهم.
هؤلاء الأعلام على كلمة واحدة في عدم اعتماد التفسير الباطني للقرآن، وهذا ظاهر من أدنى مطالعة في ما تركوه من آثار في التفسير، وهو معلوم حتى عند عشاق التفسير الباطني، فهم لا يطلبون شيئا منه في آثار هؤلاء الأعلام وإنما يطلبونه عند غيرهم.
وهؤلاء الأعلام أيضا مجمعون على حجية الظواهر القرآن، وتفسيره بالمفهوم من لغة العرب، رجوعا إلى العديد من آيات القرآن الكريم الدالة على ذلك، كقوله تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن "، وقوله تعالى:
" بلسان عربي مبين " وقوله تعالى: " هذا بيان للناس "، وقوله تعالى: " إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون "، وقوله تعالى: " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " (1).
ج - رد الشيخ البلاغي كثيرا من روايات القمي في تفسيره معللا ذلك بضعفها، وقد تكرر هذا في عدة مواضع من تفسيره (آلاء الرحمن) (2).

(١) راجع في ذلك مثلا: البيان / السيد الخوئي: ٢٨١ - ٢٨٢، الرسالة العددية / الشيخ الفيد: ٥ من الطبعة القديمة، ومجلد ٩ - الرسالة ٧ - ص ١٥ من طبعة المؤتمر العالمي لألفية الشيخ الفيد، والإفصاح: ١٧٧، الشيخ المفيد مفسرا / مجلة رسالة القرآن - العدد ١٢، آلاء الرحمن / الشيخ البلاغي ١: ٤٧، والأصول / الشهيد الصدر: حلقة ٢ - ظواهر الكتاب الكريم.
(٢) أنظر: آلاء الرحمن في تفسير القرآن ص ٢٩٨ سطر 13 - 14 من كلام البلاغي، قال: " روى القمي في تفسيره عن أبي الجارود، عن الباقر عليه السلام في هذا المقام رواية ضعيفة بأبي الجارود، بعيدة الانطباق على الآية " وحكمه هذا سار على سائر ما رواه القمي عن أبي الجارود وهو كثير جدا في تفسيره، وإذا خالفه البعض في رأيه في أبي الجارود، فإن روايته هذه على الأقل قد ردها البلاغي لعلة أخرى وهي كونها بعيدة الانطباق على الآية، كما نص على ذلك.
وانظر في تفسير البلاغي أيضا: ص 204 سطر 13 وما بعده من كلام البلاغي و ص 337 سطر 18 وما بعده، لتجد عللا أخرى في رد بعض من روايات القمي، علما أن البلاغي قد أهمل كل ما أورده القمي في تفسيره من الباطن.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 33 34 35 36 ... » »»