حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٣٣
ه‍ - من الناحية السندية فإن هذا التفسير لم يروه عن القمي إلا رجل واحد، وهو العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم عليه السلام. وليس لهذا الرجل ذكر في كتب الرجال على الاطلاق، ولم يعرف إلا في كتب الأنساب بأنه واحد من ولد محمد بن القاسم، وأن عقبه في طبرستان (1). ترى كيف يغيب عن كتب الرجال رجل يروي مثل هذا التفسير الكبير الذي ضم عدة مئات من الأحاديث المنسوبة إلى أهل البيت عليهم السلام؟!
ومثل هذا المأخذ السندي لا يمكن إغفاله والإعراض عنه كليا.
أما محاولة بعضهم توثيق هذا الراوي لسبب واحد عرفوه عنه، وهو أنه يتصل بالإمام الكاظم عليه السلام بعد ثلاثة آباء، فهي ليست من كلام أهل العلم التي تستحق النظر.. فهل يستطيع هؤلاء أن يقطعوا بتوثيق زيد الذي لا يفصله عن الإمام الكاظم ولا أب واحد، لأنه هو ابن الإمام الكاظم عليه السلام؟!
أم يستطيعوا توثيق جعفر الكذاب وهو ابن الإمام الهادي عليه السلام؟!
أما ما يرد على هذه الملاحظة من أن الشيخ الطوسي والنجاشي قد ذكرا لهذا التفسير طرقا أخر عن ثقات معتمدين، منهم: الحسن بن حمزة بن علي العلوي، وعلي بن بابويه، وعلي ماجيلويه.. فهو جواب مفيد في

(1) الفخري في الأنساب: 20.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 33 34 35 36 37 38 ... » »»