أما النقاش في مبدأ المعاد واليوم الآخر فقد بسط القرآن الكريم فيه القول وفصل وأجاب على الشبهات بأنواع شتى من البراهين، وكذلك الحال مع مبدأ النبوة والكلام في صدق الأنبياء ورسالاتهم، ففي كل هذه المبادئ التي تمثل أصول الدين، فلا دين إلا بها، لم يصدم القرآن المعاندين بالتهويل والتكفير حتى ساق الحجج ودافع عن هذه المبادئ والمفاهيم بالبراهين العقلية القاطعة ليوقفهم على حقيقة واضحة وضوح البديهيات التي لا يتنكر لها إلا معاند يعشق اللجاجة والجحود.
وكل شئ من العقائد الإسلامية هو دون هذه العقائد الثلاث بلا شك، وبلا أدنى خلاف..
إذن لنا كل الحق في مناقشة ما هو دون ذلك، ومعنا في حقنا هذا:
القرآن والسنة.
- نحن نعتقد بعصمة القرآن وعصمة السنة وبأن للتاريخ مسارا ما.
ولكننا نعود فنفرض آراءنا المذهبية على القرآن، فتظهر له معان شتى ووجوه مختلفة وأهداف متناقضة!
ونفرض آراءنا المذهبية على السنة، فتظهر وكأنها سنن شتى لا سنة واحدة.
ونفرض أهواءنا على التاريخ، فنصدق منه ما وافقها، ونكذب بما خالفها!
إن هذا يعني أننا في الحقيقة إنما اعتقدنا بعصمة أهوائنا وآرائنا المذهبية، فجعلناها حاكمة على كل شئ، لا على حقائق الأحداث فقط، بل على القرآن والسنة أيضا!!
وهذا هو السر في نمو النزاع واستفحاله وتفشيه.