حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٢١
وتوفير أسباب نموها وحفظها من الآفات، فكذلك هو المستوى المرجو من التقريب، فإنه يتوقف على المقدار المنجز من التصحيح ودرجة نقائه.
2 - إن التصحيح ثورة حقيقية، ولا يجرؤ على تقحم نيران الثورة إلا الثوريون.
فالثوريون هم الذين امتلأوا استعدادا لتقديم الغالي والنفيس على طريق الثورة، ولا يشغلهم عن أهدافهم ما سيفقدونه من راحة ونعيم وأموال وبنين وأهلين..
وكذلك من أدرك أن التصحيح ثورة، ومضى على طريقه، فسوف لا يوقف مسيرته ما يراه من تساقط الكثير من المعلومات والمفاهيم التي كان قد ورثها وقرأها وترسخت في ذهنه وأصبحت جزءا من عواطفه، وربما أصبحت جزءا من وجوده الاجتماعي أيضا، لا يهمه أن يرى ذلك كله يتساقط على طريق التحقيق العلمي الدقيق.
إن التصحيح بهذا المعنى سيمر من خلال ثورتين:
- ثورة على التراث، تثير كوامنه وتكشف حقائقه..
- تسبقها ثورة على أواصر عوجاء أو معكوسة شدتنا إلى هذا التراث شدا مغلوطا حال حتى دون الإذن بمناقشته.
وهذا لا يعني أننا نستنكر أي نوع من الارتباط العاطفي بالتراث، كلا، فإن الارتباط العاطفي الصحيح المشذب ضروري جدا في ثبات العقيدة.
بعد هذا الإيجاز ننتقل إلى شئ من التفصيل في الميادين الثلاثة التي انتخبناها من بين ميادين التراث الواسعة، بغية فتح أبواب الحوار على طريق التصحيح الذي سوف يكون التقريب ثمرة طبيعية من ثماره.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 23 25 26 27 28 ... » »»