حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٩
مقدمة الطبعة الثانية (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (1) يدرك الكثيرون ضرورة مراجعة التراث مراجعة تأصيلية بناءة...
ويمارس البعض هذه المراجعات على مستويات شتى.. وينحرف البعض في مراجعاتهم كثيرا تحت تأثير الذوق والهوى..
ويرى آخرون أن مجرد التفكير بذلك يعني اتهام السلف والتاريخ، غير مميزين بين ما هو وحي إلهي وبين ما هو نتاج بشري متأثر بزمان ومكان..
وفزعا من التحقيق العلمي الموضوعي الجاد: تشبث أولئك بكل ما يرسخ أهواءهم ويحميها.. وأغلق هؤلاء الأبواب دون أدنى سؤال..
فالتحقيق الجاد سوف يطيح بأشياء يعدها هؤلاء وأولئك أركانا في العقيدة والكيان!!
ولكن هل يعني ذلك شيئا بالنسبة للحقيقة الدينية؟
إنه يعني بالنسبة لهم أنفسهم أشياء كثيرة.. أما الحقيقة الدينية والتاريخية فهي المنتصر الوحيد جراء التحقيق الجاد.
وهذا الكتاب الصغير هو دعوة جادة من أجل التصحيح القائم على التحقيق العلمي الجاد، لا غير..
وقد أثارت هذه الدعوة قضايا حساسة قد يتحرج الكثير من إثارتها رغم أنها تدور في خلده، بل في مجالسه المطمئنة مع ثقاته وخاصته.. فيما يراها آخرون خطرا يهدد العقيدة!!
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 7 9 10 11 13 14 15 ... » »»