الحوار ضرورة حضارية كل ما هو إسلامي فمحوره العقيدة:
- الفكر الإسلامي، الثقافة الإسلامية، الاجتماع الإسلامي، الاقتصاد الإسلامي، الوحدة الإسلامية، كلها تتخذ من العقيدة الإسلامية محورا تنطلق منه وتدور حوله.
- الانقسامات والخصومات الحاصلة بين المسلمين عبر التاريخ، هي الأخرى تتخذ من قضايا العقيدة محاور لها.
ونظرا لهذا وذاك فإن التقريب بين المسلمين سيبقى دائما رهن العودة إلى قضايا العقيدة - محاور الفكر والعمل ومحاور النزاع - في أصولها الأولى ومصادرها، عبر قراءة تصحيحية وإصلاحية واعية متجردة، تستهدف تأصيل العقيدة وتنقيتها من كل دخيل ومشبوه أفرزته الصراعات العقيدية المعمقة.
إن الحركات الاصلاحية المهمة التي قادها مصلحون كبار في القرن الأخير قد ركزت غالبا على مبدأ معاصرة الأحداث، بعيدا عن النظر إلى الوراء، إلى ما قد يؤدي النظر فيه إلى تجديد النزاع.
وهذا مبدأ ينطوي على إيجابيات كبيرة، لكنه في نفس الوقت يحمل معه أسباب قصر أجله، وذلك حين يغض النظر عن حقيقة واقعة لا مناص من الاعتراف بها..
فدواعي النزاع والانقسام - القادرة على أن تقوض أي دعوة إصلاحية - ما تزال متراكمة وفاعلة في تراثنا الذي سيكون دائما هو مصدر ثقافة الأجيال، كل الأجيال، وفي كل مكان، مما يجعل دعوة الاصلاح لا تعدو أن تكون إطارا يخبئ تحته أسباب تقويضه، كغشاء أبيض رقيق يلقى