حديث الطير - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٢
الناس إلى نفسه، يسأل لماذا؟ ولا بد وأن يكون له ضابط، قطعا يكون له سبب، فالأحبية ليست أمرا اعتباطيا، الإنسان لا يحب كل صوت، لا يحب كل صورة، لا يحب كل شئ، لا بد وأن يكون هناك ضوابط للحب فكيف الأحبية؟ أن يكون شئ أحب الأشياء إلى الإنسان من كل الأشياء في العالم، أن يكون شخص أحب الأشخاص إلى الإنسان من كل أفراد الإنسان وبني آدم، ويكون هذا بلا حساب وبلا سبب من الأسباب؟ أيمكن هذا ويعقل؟
نحن لكوننا أفرادا من البشر وذي عقول، ونحاول أن تكون أعمالنا وتروكنا عن حكمة، عن سبب، عن علة، لا نذر شيئا ولا نختار شيئا إلا لعلة، إلا لحساب، إلا لسبب، أيعقل أن تقول بأني أحب الكتاب الفلاني وهو أحب إلي من بين جميع كتب العالم، فإذا سئلت عن السبب لا يكون عندك سبب، لا يكون عندك جواب معقول.
الله سبحانه وتعالى يجعل فردا من أفراد البشر، وواحدا من خلائقه أحب الخلائق إلى نفسه، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتخذ أحدا ويجعله أحب الخلق إليه، أترى يكون هذا بلا حساب وهل يعقل؟
وجميع التصرفات التي صدرت من المحدثين والمؤلفين في هذا الحديث، وما سنقرأ أيضا مما يحاولونه أمام الإمامية في
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست