حديث الطير - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٥
فيشرح قائلا:
محبة الله سبحانه وتعالى لعبده تمكينه من طاعته، وعصمته، وتوفيقه، وتيسير ألطافه وهدايته، وإفاضة رحمته عليه، هذه مباديها، وأما غايتها فكشف الحجب عن قلبه، حتى يراه [أي يرى لله تعالى] ببصيرته فيكون [هذا الشخص المحبوب لله سبحانه وتعالى] كما قال في الحديث الصحيح: فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره (1).
هذه عبارته، وما ألطفها من عبارة.
فهل من شك حينئذ في استلزام الأحبية للإمامة؟ إن من كان محبوبا لله تعالى يكون له هذه المنزلة، فكيف من كان أحب الخلق إليه، عبارة النووي كانت في محبة الله لأحد، أما كون هذا الشخص وحده هو الأحب من كل الخلائق إلى الله سبحانه وتعالى فحدث ولا حرج، هذا الذي قلت بأن أفهامنا تقصر عن درك مثل هذه القضايا، إلا أننا نتكلم بقدر ما نفهم.
إذن، لا شك ولا ريب في استلزام الأحبية للإمامة والخلافة والولاية.

(1) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 15 / 151.
(٣٥)
مفاتيح البحث: كتاب صحيح مسلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 41 ... » »»
الفهرست