حديث الطير - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٩
حديث الطير: لا يلام الرجل على حب قومه أو لست بأول رجل أحب قومه، أعتقد أن هذه إضافة من المحدثين.
لكن لو سألتم بأي دليل تعتقد؟
ليس عندي الآن دليل، وإنما أقول: كيف غضب رسول الله ذلك الغضب ثم زال غضبه بمجرد اعتذار أنس بهذا العذر الواهي؟
بل يعتذر له رسول الله مرة أخرى، ويبدي له عذرا!! ألم يكن يعلم رسول الله بهذا: لا يلام الرجل على حب قومه؟ فلماذا غضب عليه إذن؟ بل قاله له رسول الله وكأنه يلاطفه بعد ذاك الغضب الشديد، كما في هذا الحديث: لست بأول رجل أحب قومه، أبى الله يا أنس إلا أن يكون ابن أبي طالب.
وهذه قرائن داخلية في الألفاظ، ولو أردت أن أعيد عليكم الألفاظ بكاملها من أولها إلى آخرها لطال بنا المجلس، لكن تلك المقاطع التي نحتاج إليها - كقرائن داخلية تؤيد ما نريد أن نستدل به من هذا الحديث - هذه القرائن انتخبتها واستخرجتها بهذا الشكل .
مضافا: إلى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) احتج بحديث الطير في يوم الشورى.
ولماذا احتج؟ وعلى من احتج؟
احتج على كبار الصحابة الذين انتخبهم عمر، لأن يستشيروا
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست