تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٥
يروي كل ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليست الشريعة إلا ما نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أودعها عند أوصيائه المعصومين عليهم السلام ليبينوا تفاصيلها للأمة.
وأول أوصيائه علي عليه السلام، فقد علمها عليا وقال - كما يرويه أهل السنة : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأتها من بابها، وعلم سائر أوصيائه بواسطة بعضهم لبعض.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم - في النقل المتواتر عنه في كتب أهل السنة -:
إني تارك فيكم الثقلين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله، وعترتي.
وقد روي عنهم عليهم السلام: أن كل حديث صدر منهم فإنما يروونه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما في رواية جابر التي رواها المفيد في الأمالي، كما جاء في الوسائل 18: 69:
بسنده عن جابر، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام إذا حدثتني بحديث فأسنده لي، فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن جبرئيل، عن الله تعالى، وكلما أحدثك بهذا الإسناد.
وقال في ص 895:
فصار للإمام غيبتان: صغرى وكبرى، رغم أن لهم روايات لا تتحدث إلا عن غيبة واحدة.
أقول: بل ليس له إلا غيبة واحدة تمتد من أوان طفولته إلى زمان ظهوره، ولكن كان له سفراء من أول غيبته إلى مدة يصدر منه توقيعات بواسطتهم، فعبر عن تلك المدة بالغيبة الصغرى.
وقال في ص 896:
فليلحظ أنه لم يحلهم على الكتاب والسنة، وإنما أرجعهم إلى الشيوخ.
أقول: بل إنما أرجع عامة الناس إلى الفقهاء الراوين لأحاديث أهل
(٥٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 ... » »»