بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٩٣
وما هذا إلا لأن موسى وشيعته تعتقد بأن المغيث إنما يغيث بقوة وإذن منه سبحانه، فلا مانع من طلب النجدة والاستغاثة والاستعانة من الأحياء شريطة القيد المذكور، وقد أشير إليه في قوله سبحانه: * (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) *. (1) * * * كل عندما ذكرنا كان يعود إلى التوسل بالأحياء والأسباب الطبيعية، وهذا ليس مورد بحث ونقاش.
إنما الكلام في التوسل بالأنبياء والأولياء لا على الطريق المألوف وله أقسام:
أ. التوسل بدعاء النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أو الصالحين في حال حياتهم.
ب. التوسل بذات النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قدسيته وشخصيته.
ج. التوسل بحق النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والأنبياء والصالحين.
د. التوسل بدعاء النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والصالحين بعد رحيلهم.
ه‍. طلب الشفاعة من النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والأولياء.
وإليك دراسة كل واحد منها:
أ. التوسل بدعاء النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أو الصالحين في حال حياتهم اتفق المسلمون على جواز التوسل بدعاء الرسول " صلى الله

1. آل عمران / 126.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»