بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١١٧
ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) * (1) حيث إن الآية صريحة في رد دعوة الكفار حيث طلبوا من الله سبحانه أن يرجعهم إلى الدنيا حتى يعملوا صالحا، فيأتيهم النداء " بكلا " فيكون تمنيهم بلا جدوى ولا فائدة كما أن سماع الموتى كذلك، لا أنهم لا يسمعون أبدا، إذ هو مخالف لما مر من صريح الآيات والروايات.
ه‍. طلب الشفاعة اتفقت الأمة الإسلامية على أن الشفاعة أصل من أصول الإسلام نطق به الكتاب والسنة النبوية، وأحاديث العترة الطاهرة، ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين وإن اختلفوا في بعض خصوصياتها.
وأجمع العلماء على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحد الشفعاء يوم القيامة، إلا أن الكلام في المقام في طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهل يجوز أن نقول: يا رسول الله اشفع لنا عند الله، كما يجوز أن نقول: اللهم شفع نبينا محمدا " صلى الله عليه وآله وسلم " فينا يوم القيامة، أو لا يجوز؟
تظهر حقيقة الحال من خلال الوجوه التالية:
الوجه الأول: إن حقيقة الشفاعة ليست إلا دعاء النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أو الولي " عليه السلام " في حق المذنب وإذا كانت هذه حقيقتها فلا مانع من طلبها من الصالحين، لأن غاية هذا

1. المؤمنون / 99 - 100.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»