بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١١٤
لقد انتهت معركة بدر بانتصار المسلمين وهزيمة المشركين قتل منهم قرابة سبعين من صناديدهم وساداتهم وطرحت جثث قتلاهم في القليب، فوقف النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يخاطبهم واحدا تلو الآخر، ويقول: يا أهل القليب، يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، يا أمية بن خلف، يا أبا جهل، وهكذا عد من كان منهم بالقليب، وقال: هل وجدتم عندما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا؟!
فقال له أصحابه: يا رسول الله أتنادي قوما موتى؟!
فقال " عليه السلام ": عندما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني.
يقول ابن هشام بعد هذا النقل: إن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قال: يا أهل القليب بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم كذبتموني وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس، وقاتلتموني ونصرني الناس.
ثم قال: هل وجدتم عندما وعدكم ربي حقا؟!. (1) أخرج البخاري: عن نافع أن ابن عمر أخبره، قال: اطلع النبي " عليه السلام " على أهل القليب، فقال: وجدتم عندما وعد ربكم حقا؟!
فقيل له: ندعوا أمواتا، فقال: عندما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون. (2)

١. السيرة النبوية: ١ / ٦٤٩، السيرة الحلبية: ٢ / 179 و 180.
2. صحيح البخاري: 9 / 98، باب عندما جاء في عذاب القبر من كتاب الجنائز.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»