المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٤١
البطون. فيوم ميلاده (ص)، ويوم بعثته، الذي هو مبدأ تكامل فكر الأمم على مدى التاريخ أعظم من هذه الآية، وأجل من ذلك العيد، فاتخاذه عيدا يكون بطريق أولى... (1) ويمكن الجواب عن ذلك: بأن العيد المشار إليه في الآية، قد جاء على وفق الحالة الطبيعية للأعياد عادة، لأن المائدة تنزل في وقت معين ن وقد طلب عود نزولها واستمرارها، ثم يجتمع الناس عليها للاستفادة منها، ولا بد من أن يحصل الفرح والابتهاج بها، فكل الخصوصيات المعتبرة في العيد، لا بد وأن تحصل بتبرع منا، مع عدم المساهمة الشرعية لا في حصولها، ولا في إمضائها وجعل المشروعية لها. السنة الحسنة والسنة السيئة وأما الاستدلال على مشروعية الاحتفالات والمواسم بأنها من السنن الحسنة فسيأتي حين الرد على ما يتذرع به المانعون أنه لا يصلح للاستدلال به، فلا حاجة إلى التكرار هنا... والضحى....
واستدلوا أيضا على مشروعية الاحتفالات والمواسم بأن الله سبحانه وتعالى قد أقسم بالضحى، وبالليل إذا سجى، وقد روي أن المراد ليلة المولد، أو ليلة المعراج. (2) والجواب أن ذلك يدل على أهمية هذه الليلة وامتيازها، ولكنه لا يدل على مشروعية إقامة الموالد والمواسم في زمان معين، أو في مكان معين، بل ليس فيها أية إشارة إلى أي نحو من أنحاء التجمعات، لا نفيا ولا إثباتا.

1 - راجع: آئين وهابيت ص 182 / 183.
2 - ستأتي الروايات ومصادرها حين الرد على ما يتذرع به المانعون فلا حاجة إلى ذكرها هنا أيضا.
(٤١)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 43 45 46 47 48 ... » »»