المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٢٥
يقومون وقوفا، احتراما وإجلالا، وقد تكلموا في حكم هذا القيام:
فقال الصفوري الشافعي: " مسألة القيام عند ولادته، لا إنكار فيه، فإنه من البدع المستحسنة. وقد أفتى جماعة باستحبابه عند ذكر ولادته. وقال جماعة بوجوب الصلاة عليه عند ذكره، وذلك من الإكرام والتعظيم له (ص)، وإكرامه وتعظيمه واجب على كل مؤمن. ولا شك أن القيام له عند الولادة من باب التعظيم والإكرام... " (1).
وسيأتي من الحلبي الشافعي وغيره، التأكيد على مشروعية القيام عند ولادته ( ص). النعمة الكبرى على العالم هذا.... وقد ألف العديد من الكتب والرسائل، ونشرت بحوث كثيرة، تتحدث عن مشروعية المولد النبوي، وسائر المواسم والمراسم، هذا عدا عن البحوث المبثوثة في الكتب المختلفة، المؤلفة لأغراض أخرى... / وعلى هذا...
فليس كتاب التنوير لابن دحية، ثم رسالة السيوطي، المسماة بحسن المقصد، ولا المولد الذي ألفه ابن الديبع هي البداية، ولا النهاية في هذا المجال.
ولكن ما لفت نظرنا هنا هو ذلك الكتاب المطبوع باسم: " النعمة ا لكبرى على العلام، في مولد سيد ولد آدم "، والمنسوب إلى شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي الشافعي. وهو اسم صاحب الكتاب المعروف المسمى: بالصواعق المحرقة .
حيث قد تضمن هذا الكتاب كلمات منسوبة إلى أبي بكر، وعمر، وعثمان ، وعلي عليه السلام، والحسن البصري، والجنيد البغدادي، ومعروف الكرخي، وفخر الدين الرازي، والإمام الشافعي، والسري السقطي.
ونحن نشك في نسبة تلك الكلمات إلى هؤلاء، وذلك لأننا لم نعثر على شئ منها في المصادر الأخرى، التي في حوزتنا، وإن كنا لا ندعي أننا بلغنا الغاية في الاستقصاء.

1 - نزهة المجالس / ج 2 / ص 80.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 29 30 31 ... » »»