المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٢٣
وأضاف: " إن المقتضي لما يفعل في العيد، من الأكل والشرب، واللباس والزينة، واللعب والراحة، ونحو ذلك، قائم في النفوس كلها، إذا لم يوجد مانع ، خصوصا نفوس الصبيان، والنساء، وأكثر الفارغين " (1).
ولكننا نعتقد: أن الرواية المتقدمة لا أساس لها من الصحة، لأن الروايات في ذلك متضاربة ومتناقضة، ولأن أكثرها يدل على حرمة الغناء، حيث لا يعقل أن يحلل الشارع ما يعتبره العقلاء من مزامير الشيطان... إلى آخر ما ذكرناه في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم / ج 2 / ص 314 329، فليراجع... الغناء في العيد عند أهل الكتاب والغريب في الأمر إننا نجد ابن كثير الحنبلي، حينما وصل به الكلام إلى الحديث عن مريم أخت عمران، التي كانت في زمان موسى، يقول:
"... وضربها بالدف في مثل هذا اليوم، الذي هو أعظم الأعياد عندهم، دليل على أنه قد كان شرع من قبلنا ضرب الدف في العيد... " (2).
ثم نراه يحكم بجواز ذلك في الأعياد، وعند قدوم الغياب، تماما على وفق ما استنبطه من رواية مريم، وذلك استنادا للرواية المتقدمة، التي استند إليها سلفه ابن تيمية. التهنئة في العيد قال ابن حجر الهيثمي: " وأخرج ابن عساكر، عن إبراهيم بن أبي عيلة، قال: دخلنا على عمر بن عبد العزيز يوم العيد، والناس يسلمون عليه ويقولون:
تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين، فيرد عليهم، ولا ينكر عليهم.
قال بعض الحفاظ الفقهاء من المتأخرين: " وهذا أصل حسن للتهنئة بالعيد

١ - اقتضاء الصراط المستقيم / ١٩٥.
٢ - البداية والنهاية / ج 1 / ص 276.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 19 20 21 22 23 24 25 26 27 29 ... » »»