المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١٣٠
(حدثنا) قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا: نا حاتم وهو ابن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله: خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي " وسمعته يقول يوم خيبر " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " قال: فتطاولنا لها فقال:
" ادعوا لي عليا " فأتي به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله، ولما نزلت هذه الآية (ندع أبنائنا وأبنائكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة الزهراء وحسنا وحسينا عليهم السلام فقال: " اللهم هؤلاء أهلي (أهل بيتي) (تفرد به مسلم) " صحيح مسلم " (2 / 278) باب من فضائل علي بن أبي طالب (ع).

* وفي رواية عبد الرحمن بن سابط عند ابن ماجة، عن سعد قال: قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد، فذكروا عليا، فنال منه (أي وقع فيه وسبه) فغضب سعد وقال: تقول: هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من كنت مولاه فعلي مولاه " وسمعته يقول: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وسمعته يقول:
" لأعطين هذه الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله " وقال ابن كثير: هذا حديث حسن، أخرجه ابن ماجة في " السنن " (1 / 45) وفي رواية أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ولما مات الحسن بن علي عليه السلام حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله، فقيل له: إن ههنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا، فابعث إليه وخذ رأيه؟ فأرسل إليه وذكر له ذلك فقال: إن فعلت لأخرجن من المسجد ثم لا أعود إليه فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد، فلما مات لعنه على المنبر وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر، ففعلوا فكتبت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إلى معاوية: إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم وذلك إنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله، فلم يلتفت إلى كلامها، " العقد الفريد " (5 / 108) وقال بعض العلماء لولده: يا بني، إن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين وإن الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا، ألا ترى أن قوما لعنوا علي بن أبي طالب ليخفضوا منه فكأنما أخذوا بناصيته جرا إلى السماء وفي رواية أم سلمة من سب عليا فقد سبني " وقال العلامة العزيزي الشافعي أي فكأنه سبني (ومن سبني فقد سب الله) ظاهره أنه يصير مرتدا والظاهر أن المراد الزجر والتنفير) وإسناده صحيح " السراج المنير " (3 / 363) والحديث مع السياق أخرجه الحاكم (3 / 109) وزاد في آخره: قال: فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة وقال الذهبي: هذا حديث صحيح على شرط مسلم وكذا رواه النسائي في " السنن الكبرى " (5 /)
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»