الإبادة وسلبت الراحة والاستقرار من عامة البشر، وأصبح هذا التنافس بلاء ومحنة عليهم وعلى العالم كله.
ولكن الغلبة والتفوق والسيادة، إن كان فيها السعادة، لا ينحصر الطريق إليها بالبطش والفتك والاستعداد للإبادة والهلاك، بل هناك من الطرق إليها ما هو أهون وأضمن وهو طريق العدل والإحسان، ويعلم كل ذي شعور أن طاعة الرغبة بالطوع والاختيار أبقى وأخلد من طاعة الرهبة بالقسر والاضطرار.
وقد قالت الحكماء: إن الحركة القسرية لا تدوم وكل شئ يرجع إلى طبعه والشعب قد ينتفض، والمغلوب قد يغلب، والحروب سجال، والدنيا دول.
كما كتب سماحته: إننا منذ زهاء مئة سنة سمعنا أن في الدنيا دولة تسمى إنكلترا أو أمريكا أو فرنسا ما سمعنا أن واحدة منهن استعملت العدل والقسط مع مستعمراتها فضلا عن البر والإحسان، ثم هل إن الإنسانية بجميع عناصرها وأواصرها قست قلوبها وتحجرت عقولها فلا تستحق الرحمة ولا ينبغي معاملتها بالإحسان إلا الأمة اليهودية واللقيطة الصهيونية، أم هي السياسة العمياء والمكيدة الماكرة لضرب العرب في الصميم؟