الكشكول المبوب - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٣٧
صبيانكم، فوالذي يحلف به أبو سفيان لا جنة ولا نار، وإنما هو الملك، وكان أعمى فقال: خذوني إلى أحد، فلما وقف على قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ركله أبو سفيان برجله، وقال: ذق عقق يا أبا عمارة، ثم قال شامتا: الأمر الذي حاربناكم عليه صار بيد غلماننا، وبهذا أظهر ما في دخيلة نفسه من الكفر.
ومن جهة أخرى حكم معاوية الشام أكثر من أربعين عاما، فبعد هلاك أخيه يزيد سنة 19 ه‍، وبتدبير وأمر من عمر بن الخطاب، بقي عشرين سنة واليا من قبل عمر وعثمان، كان يؤسس فيها دولة بني أمية ويثبت قواعدها وأركانها تحت غطاء الإسلام.
وبعد شهادة الإمام علي (عليه السلام) استبد معاوية بالأمر، فحارب الإمام الحسن الخليفة الشرعي بكل وسائل الدهاء والسياسة والمكر وإغراء الطامعين من ذوي النفوس الخسيسة بالمال، والمناصب، والمصاهرة، حتى استطاع أن يتغلغل بين صفوف أصحاب الإمام الحسن
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»