الكشكول المبوب - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٣٩
العالم الإسلامي كافة وفي الكوفة خاصة، حتى استطاع أن يغير معالم الإسلام.
وقد سار معاوية على سياسة أسلافه في تحريم الحديث ومنع روايته عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وكان أول من أحرق أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله) أبا بكر، حيث كان مكتوبا عنده حوالي الخمسمائة حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أودعها عند ابنته عائشة، ولما صار خليفة، قال لابنته عائشة:
آتيني الأحاديث التي أودعتها عندك، فلما جاءت بها أحرقها، وقال: حسبنا كتاب الله، وإني أخاف أن يختلط الحديث بالكتاب، وبهذه الحجة الواهية أحرقت جميع الأحاديث التي كتبت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتبعه بذلك عمر، وحرما رواية الحديث، وشددا على منع روايته طيلة مائة عام، حتى نشأت أجيال عديدة على ذلك، ثم نشأ الوضاعون في البلاط الأموي فوضعوا أحاديث مجعولة ومزورة في فضائل الخلفاء الثلاثة وتمجيد بني أمية، وطمس كل فضيلة تنسب لأهل البيت (عليهم السلام)
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»