الكشكول المبوب - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٣٦
وراقهم زبرجها.
أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز.
(قالوا) وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابا فأقبل ينظر فيه وانقطع عن خطبته، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: يا أمير المؤمنين، لو أطردت خطبتك من حيث أفضيت. فقال:
هيهات يا ابن عباس، تلك شقشقة هدرت ثم قرت. قال ابن عباس: فوالله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام أن لا يكون أمير المؤمنين (عليه السلام) بلغ منه حيث أراد.
وأول يوم تسلم عثمان الحكم اجتمع بنو أمية في داره، وعلى رأسهم صخر بن حرب (أبو سفيان) فخطبهم قائلا جذلا: تلقفوها يا بني أمية، تلقف الكرة بيد
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»