وكرامتهم هاربين من قبضة الموت المحتم، أو من المهجرين قسرا.
أنا أعيش محنة هذا الشعب المؤمن الصابر المضطهد الذي ضربه التيار الجاهلي وجعله طرائق قددا بأيدي سبأ، مشردين لا أرض تقلهم، ولا سماء تضلهم، يتضورون جوعا بشيوخهم وأطفالهم، تجد أجسادهم عارية، وبطونهم خاوية، وأفكارهم مبلبلة، قد فتكت الأمراض بأجسادهم، والمحنة بأرواحهم، منتشرين في زوايا الخمول، بين (الچبايش) الرطبة النتنة، والصحاري المقفرة القاحلة، تلسع أجسامهم القوارص، معرضين للتيارات العاتية المشحونة بالبرد القارص والأمطار الغريزة في الشتاء، وبين الرمال الملتهبة تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف القائض، لا سقف يظلهم، ولا شجر يستظلون تحته.
وما عسانا أن نعمل ونحن قلة نصول بيد جذاء