العصمة - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٠
عصمة الأئمة (عليهم السلام):
وبالنسبة إلى جميع الأئمة، لاحظوا هذه الرواية في الكافي يقول (عليه السلام): إن الله خلقنا فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء ونبت عشب الأرض، وبعبادتنا عبد الله، ولولا نحن ما عبد الله (1).
فمن يكون عين الله في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده، يشتبه ويسهو وينسى؟!
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه، لذكر ذاكر فضائل جمة تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجها آذان السامعين، فدع عنك من مالت به الرمية، فإنا صنايع ربنا والناس بعد صنايع لنا (2).
وعليكم بمراجعة ما قاله ابن أبي الحديد في شرح هذه

(١) الكافي ١ / ١٤٤ رقم ٥ و ١٩٣ رقم ٦. دار الكتب الإسلامية - طهران - ١٣٨٨ ه‍.
(٢) نهج البلاغة ٣ / 35 - 36
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست